السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم سأقوم بكتابة مقال .. فقط سأجعل يدي تتحرك لوحدها على الكيبوورد بدون مراجعة ما أكتب حتى (كتابة فلسفية من وجهة نظري ليس بالضرورة أن تكون صحيحة)
أحياناً أتسائل، ماذا ستضيف الشهادة الجامعية بعد أن آخذها؟ هل ستجعل مني ثرياً؟ لا أعتقد ذلك فهناك كثير ممن حصلوا على شهادة الدكتورة يعيشون عيشة نستطيع أن نقول عادية جداً أو ربما أقل وكثير ممن معهم شهادة الثانوية فقط أو ربما أقل منها يعيشون في القصور (بغض النظر عن العدد الهائل للخريجين العاطلين)، إذاً فالرزق من عند الله يرزق من يشاء ولا علاقة للشهادة الجامعية بذلك – ربما تكون الشهادة الجامعية من العمل بالأسباب لكن سبحانه يرزق من يشاء.
حسناً هل ستجعل مني الشهادة الجامعية شخصاً مثقفاً واعياً؟ لا أعتقد ذلك فهناك عدد كبير ممن حصلوا على الدكتوراه نجد أغلب كلامهم ومقالاتهم لها افكار غريبه شاذة عن المجتمع وتعتقد أحياناً أن طفلاً قام بكتابة هذا المقال وليس “دكتور” وإن تحدث في أي مجال من المجالات تجده “يجيب العيد” في أغلبها إن لم يكن جميعها ولا يفقه في شيء أبداً غير تخصصه، وفي اليد الأخرى، تجد هناك أشخاص لم يكملوا تعليمهم ولكن تسمع حكم تخرج من أفواههم دائماً ويستطيعون أن يتحدثوا بأكثر من مجال بشكل منظم ومقنع ولا تشعر بأنه جاهل (برأيي القراءة هي التي تزيد الثقافة والوعي والعلاقة بينهم طردية ولا علاقة للشهادة بذلك ابداً)
هل ستجعلني أبٌ صالحٌ؟ أو ابنٌ بارٌ؟ أو صديقٌ جيدٌ؟ أو أو أو …..
إذاً ماذا ستقدم لي الشهادة الجامعية؟
أذكر في العام الماضي في إختبار التحدث في مادة اللغة الإنجليزية للمستوى الثالث في الجامعة، كان نظام الإختبار أن تسحب ورقة واحدة من الأوراق الموجودة وستجد في الورقة سؤال سوف تقوم بالإجابة عنه لمدة لا تقل عن 3 دقائق متواصلة، كان اسمي هو الأول في الكشف لذلك كنت أنا أول من قام بسحب ورقة (كم أنا محظوظ لكوني الأول!!!) جائني سؤال غريب، كان السؤال:
س) هل تعتقد أن الشهادة الجامعية هي السبب الرئيسي للنجاح في الحياة؟ ولماذا؟
تفاجأت من هذا السؤال!! وحاولت جاهداً أن أقنع الدكتور بتغيير السؤال وأن أسحب ورقة أخرى، فلا أستطيع أن أتحدث في هذا الموضوع ل30 ثانية بالعربية، فكيف بالإنجليزية!! عطف علي الدكتور في الأخير وجعلني أسحب ورقة أخرى لكن لا يهم هذا الآن ,,
ظل هذا السؤال في بالي طوال تلك الفترة، وبدأت الأسئلة تتزايد،، ماذا سيحدث إن لم أحصل على شهادة جامعية؟ هل سيكون من الأفضل لو درست في الخارج؟ وزادت الأسئلة كثيراً إلى أن أصبحت أفكر أريد أن أنهي المرحلة الجامعية سريعاً فلدي حياة أريد أن أنجح فيها !
كنتُ أعتقد أني لو تخرجت من الجامعية بإمتياز وأكملت الماجستير والدكتوراه في أفضل جامعات العالم، سأكون حينها ناحجاً في حياتي وسأكون حينها حققت إنجازاً عظيماً في البشرية، وبنفس الوقت أدرك بأن الشهادة الجامعية لن تجعلني إنساناً مميزاً في حياتي، إنما في مجال عملي فقط الذي لم يعرفه إلا قليل جداً من الناس.
لكني لم أربط هذان الإدراكان إلا اليوم ..
كنت أخاف كثيراً من أن أتأخر في الحصول على الشهادة الجامعية (بالنسبة لدفعتي) لم أكن أريد أن أتأخر عنهم فأنا أريد أن أحصل على شهادتي معهم!!
لكن اليوم لم أعد أهتم كثيراً،،
ماذا لو تخرجوا قبلي؟ هذا لا يعني أنهم أفضل مني أبداً !
إني أدرك الآن بأني لو قرأت كثيراً في مجالات عدة، وطورت من نفسي، وتخلصت من العادات السيئة التي لدي، سأتخرج شخصاً عظيماً حتى لو تأخرت 5 سنوات !
لا أقلل من شأن الشهادة أبداً، فهي أول شي تضيفه إلي هو “مكانة محترمة” في مجتمعي، وبالتأكيد هي من ستجلب لي الوظيفة التي سأستطيع أن أسكن وآكل وأشرب منها، وبالتأكيد ستجعلني راضياً عن نفسي ..
لكن ما الفائدة إن حصلت على الدكتوراه وأنا إنسان جاهل احمق غير واعي بعقلية طفل لا يفقه شيئاً في الحياة ولا يفهم شيئاً عند الجلوس في مجالس الرجال ولن تكون له بصمة أبداً في حياة أي شخص !!
أريد أن أكون رجلاً عظيماً، والشهادة الجامعية ليست من ستجعلني كذلك،
لذلك، سأقرأ أكثر، سأتعلم أكثر، سأتطور أكثر، سأهتم أكثر، سأكون عظيماً ..
هذا ما أفكر فيه (رغم الإختصار الشديد وتخطي الكثير من النقاط التي أردت الكتابة عنها لكن لم أستطع لضيق وقتي مع الأسف)
أنا متفائل،، والسلام عليكم
